فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لشديد (12)}
اعلم أنه تعالى لما ذكر وعيد الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أولاً وذكر وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثانياً أردف ذلك الوعد والوعيد بالتأكيد فقال لتأكيد الوعيد: {إن بطش ربك لشديد} والبطش هو الأخذ بالعنف فإذا وصف بالشدة فقد تضاعف وتفاقم ونظيره {إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] ثم إن هذا القادر لا يكون إمهاله لأجل الإهمال، لكن لأجل أنه حكيم إما بحكم المشيئة أو بحكم المصلحة، وتأخير هذا الأمر إلى يوم القيامة، فلهذا قال: {إِنَّهُ هُوَ يبدئ ويعيد} أي إنه يخلق خلقه ثم يفنيهم ثم يعيدهم أحياء ليجازيهم في القيامة، فدل الإمهال لهذا السبب لا لأجل الإهمال، قال ابن عباس: إن أهل جهنم تأكلهم النار حتى يصيروا فحماً ثم يعيدهم خلقاً جديداً، فذاك هو المراد من قوله: {إِنَّهُ هُوَ يبدئ ويعيد}.
ثم قال لتأكيد الوعد: {وَهُوَ الغفور الودود} فذكر من صفات جلاله وكبريائه خمسة:
أولها: {الغفور} قالت المعتزلة: هو الغفور لمن تاب، وقال أصحابنا: إنه غفور مطلقاً لمن تاب ولمن لم يتب لقوله تعالى: {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48] ولأن غفران التائب واجب وأداء الواجب لا يوجب التمدح والآية مذكورة في معرض التمدح.
وثانيها: {الودود} وفيه أقوال: أحدها: المحب هذا قول أكثر المفسرين، وهو مطابق للدلائل العقلية، فإن الخير مقتضى بالذات والشر بالعرض، ولابد أن يكون الشر أقل من الخير فالغالب لابد وأن يكون خيراً فيكون محبوباً بالذات.
وثانيها: قال الكلبي: {الودود} هو المتودد إلى أوليائه بالمغفرة والجزاء، والقول هو الأول.
وثالثها: قال الأزهري: قال بعض أهل اللغة يجوز أن يكون ودود فعولاً بمعنى مفعول كركوب وحلوب، ومعناه أن عباده الصالحين يودونه ويحبونه لما عرفوا من كماله في ذاته وصفاته وأفعاله، قال: وكلتا الصفتين مدح لأنه جل ذكره إذا أحب عباده المطيعين فهو فضل منه، وإن أحبه عباده العارفون فلما تقرر عندهم من كريم إحسانه.
ورابعها: قال القفال: قيل {الودود} قد يكون بمعنى الحليم من قولهم: دابة ودود وهي المطيعة القياد التي كيف عطفتها انعطفت وأنشد قطرب:
وأعددت للحرب خيفانة ** ذلول القياد وقاحا ودودا

وثالثها: {ذو العرش}، قال القفال: ذو العرش أي ذو الملك والسلطان كما يقال: فلان على سرير ملكه، وإن لم يكن على السرير، وكما يقال: ثل عرش فلان إذا ذهب سلطانه، وهذا معنى متفق على صحته، وقد يجوز أن يكون المراد بالعرش السرير، ويكون جل جلاله خلق سريراً في سمائه في غاية العظمة والجلالة بحيث لا يعلم عظمته إلا هو ومن يطلعه عليه.
ورابعها: {المجيد}، وفيه قراءتان أحداهما: الرفع فيكون ذلك صفة لله سبحانه، وهو اختيار أكثر القراء والمفسرين لأن المجد من صفات التعالى والجلال، وذلك لا يليق إلا بالله سبحانه، والفصل والاعتراض بين الصفة والموصوف في هذا النحو غير ممتنع والقراءة الثانية: بالخفض وهي قراءة حمزة والكسائي، فيكون ذلك صفة العرش، وهؤلاء قالوا: القرآن دل على أنه يجوز وصف غير الله بالمجيد حيث قال: {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مجيد} [البروج: 21] ورأينا أن الله تعالى وصف العرش بأنه كريم فلا يبعد أيضًا أن يصفه بأنه مجيد، ثم قالوا: إن مجد الله عظمته بحسب الوجوب الذاتي وكمال القدرة والحكمة والعلم، وعظمة العرش علوه في الجهة وعظمة مقداره وحسن صورته وتركيبه، فإنه قيل: العرش أحسن الأجسام تركيباً وصورة.
وخامسها: أنه {فعال لما يريد}، وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
{فعال} خبر مبتدأ محذوف.
المسألة الثانية:
من النحويين من قال: {وَهُوَ الغفور الودود} خبران لمبتدأ وأحد، وهذا ضعيف لأن المقصود بالإسناد إلى المبتدأ إما أن يكون مجموعها أو كل وأحد وأحد منهما، فإن كان الأول كان الخبر وأحد الآخرين وإن كان الثاني كانت القضية لا وأحد قبل قضيتين.
المسألة الثانية:
احتج أصحابنا بهذه الآية في مسألة خلق الأفعال فقالوا: لا شك أنه تعالى يريد الإيمان فوجب أن يكون فاعلاً للإيمان بمقتضى هذه الآية وإذا كان فاعلاً للإيمان وجب أن يكون فاعلاً للكفر ضرورة أنه لا قائل بالفرق، قال القاضي: ولا يمكن أن يستدل بذلك على أن ما يريده الله تعالى من طاعة الخلق لابد من أن يقع لأن قوله تعالى: {فَعَّالٌ لما يريد} لا يتناول إلا ما إذا وقع كان فعله دون ما إذا وقع لم يكن فعلاً له هذه ألفاظ القاضي ولا يخفي ضعفها.
المسألة الرابعة:
احتج أصحابنا بهذه الآية على أنه تعالى لا يجب لأحد من المكلفين عليه شيء ألبتة، وهو ضعيف لأن الآية دالة على أنه يفعل ما يريد، فلم قلتم: إنه يريد أن لا يعطي الثواب.
المسألة الخامسة:
قال القفال: {فعال لما يريد} على ما يراه لا يعترض عليه معترض ولا يغلبه غالب، فهو يدخل أولياءه الجنة لا يمنعه منه مانع، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر، ويمهل العصاة على ما يشاء إلى أن يجازيهم ويعاجل بعضهم العقوبة إذا شاء ويعذب من شاء منهم في الدنيا وفي الآخرة يفعل من هذه الأشياء ومن غيرهما ما يريد.
{هَلْ أَتَاكَ حديث الجنود (17)}
اعلم أنه تعالى لما بين حال {أصحاب الأخدود} في تأذي المؤمنين بالكفار، بين أن الذين كانوا قبلهم كانوا أيضًا كذلك، واعلم أن {فرعون وثمود} بدل من {الجنود}، وأراد بـ: {فرعون} إياه وقومه كما في قوله: {من فرعون وملئهم} [يونس: 83] و{ثمود}، كانوا في بلاد العرب، وقصتهم عندهم مشهورة فذكر تعالى من المتأخرين فرعون، ومن المتقدمين ثمود، والمقصود بيان أن حال المؤمنين مع الكفار في جميع الأزمنة مستمرة على هذا النهج، وهذا هو المراد من قوله: {بَلِ الذين كَفَرُواْ في تكذيب} ولما طيب قلب الرسول عليه السلام بحكاية أحوال الأولين في هذا الباب سلاه بعد ذلك من وجه آخر، وهو قوله: {والله مِن وَرَائِهِمْ محيط}.
وفيه وجوه أحدها: أن المراد وصف اقتداره عليهم وأنهم في قبضته وحوزته، كالمحاط إذا أحيط به من ورائه فسد عليه مسلكه، فلا يجد مهرباً يقول تعالى: فهو كذا في قبضتي وأنا قادر على إهلاكهم ومعاجلتهم بالعذاب على تكذيبهم إياك فلا تجزع من تكذيبهم إياك، فليسوا يفوتونني إذا أردت الانتقام منهم.
وثانيها: أن يكون المراد من هذه الإحاطة قرب هلاكهم كقول تعالى: {وأخرى لَمْ تَقدرواْ عليها قَدْ أَحَاطَ الله بِهَا} [الفتح: 21] وقوله: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بالناس} [الإسراء: 60] وقوله: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: 22] فهذا كله عبارة عن مشارفة الهلاك، يقول: فهؤلاء في تكذيبك قد شارفوا الهلاك.
وثالثها: أن يكون المراد والله محيط بأعمالهم، أي عالم بها، فهو مرصد بعقابهم عليها، ثم إنه تعالى سلى رسوله بعد ذلك بوجه ثالث، وهو قوله: {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مجيد}.
وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
تعلق هذا بما قبله، هو أن هذا القرآن مجيد مصون عن التغير والتبدل، فلما حكم فيه بسعادة قوم وشقاوة قوم، وبتأذي قوم من قوم، امتنع تغيره وتبدله، فوجب الرضا به، ولا شك أن هذا من أعظم موجبات التسلية.
المسألة الثانية:
قرئ: {قرآن مجيد} بالإضافة، أي قرآن رب مجيد.
وقرأ يحيى بن يعمر {في لوح} واللوح الهواء يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح المحفوظ، وقرئ {محفوظ} بالرفع صفة للقرآن كما قلنا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} [الحجر: 9].
المسألة الثالثة:
أنه تعالى قال ههنا: {فِي لَوْحٍ محفوظ} وقال في آية أخرى: {إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ فِي كتاب مَّكْنُونٍ} [الواقعة: 78 77] فيحتمل أن يكون الكتاب المكنون واللوح المحفوظ وأحدا ثم كونه محفوظاً يحتمل أن يكون المراد كونه محفوظاً عن أن يمسه إلا المطهرون، كما قال تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون} [الواقعة: 79] ويحتمل أن يكون المراد كونه محفوظاً من اطلاع الخلق عليه سوى الملائكة المقربين ويحتمل أن يكون المراد أن لا يجري عليه تغيير وتبديل.
المسألة الرابعة:
قال بعض المتكلمين إن اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤنه ولما كانت الأخبار والآثار واردة بذلك وجب التصديق، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لشديد} أي أخذه الجبابرة والظلمة، كقوله جلّ ثناؤه: {وكذلك أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القرى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] وقد تقدم.
قال المبرد {إن بطش ربك} جواب القسم.
المعنى: والسماء ذات البروج إن بطش ربك، وما بينهما معتَرِض مؤكِّد للقسم.
وكذلك قال التِّرمذي الحكيم في نوادر الأصول: إن القسم واقع عما ذكر صفته بالشدة: {إِنَّهُ هُوَ يبدئ ويعيد} يعني الخلق عن أكثر العلماء يخلُقهم ابتداء، ثم يعيدهم عند البعث.
وروى عكرمة قال: عَجِب الكفار من إحياء الله جلّ ثناؤه الأموات، وقال ابن عباس: يبدئ لهم عذاب الحريق في الدنيا، ثم يعيده عليهم في الآخرة.
وهذا اختيار الطبريّ: {وَهُوَ الغفور} أي الستُور لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها {الودود} أي المحب لأوليائه.
ورَوَى الضحاك عن ابن عباس قال: كما يودّ أحدكم أخاه بالبشرى والمحبة.
وعنه أيضًا {الودود} أي المتودد إلى أوليائه بالمغفرة، وقال مجاهد الوادّ لأوليائه، فعول بمعنى فاعل.
وقال ابن زيد: (الرحيم)، وحكى المبرد عن إسماعيل بن إسحاق القاضي أن {الودود} هو الذي لا ولد له، وأنشد قول الشاعر:
وأركبُ في الروع عُرْيانةً ** ذلولَ الجَناح لقاحاً ودُوداً

أي لا ولد لها تحِن إليه، ويكون معنى الآية: إنه يغفر لعباده وليس له ولد يغفر لهم من أجله، ليكون بالمغفرة متفضلاً من غير جزاء.
وقيل: {الودود} بمعنى المودود، كركوب وحلُوب، أي يوده عباده الصالحون ويحبونه {ذُو العرش المجيد} قرأ الكوفيون إلا عاصما {المجيد} بالخفض، نعتاً للعرش.
وقيل: ل {ربك}؛ أي إن بطش ربك المجيد لشديد، ولم يمتنع الفصل، لأنه جارٍ مجرى الصفة في التشديد.
الباقون بالرفع نعتا ل {ذو} وهو الله تعالى.
واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ لأن المجد هو النهاية في الكرم والفضل، والله سبحانه المنعوت بذلك، وإن كان قد وُصف عرشه بالكريم في آخر (المؤمنون).
تقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخُ والعَفَار؛ أي تناهيا فيه، حتى يُقْتَبَس منهما.
ومعنى {ذو العرش}: أي ذو المُلك والسلطان؛ كما يقال: فلان على سرير ملكه؛ وإن لم يكن على سرير.
ويقال: ثُل عرشه: أي ذهب سلطانه.
وقد مضى بيان هذا في (الأعراف) وخاصة في (كتاب الأسنى، في شرح أسماء الله الحسنى).
{فَعَّالٌ لما يريد} أي لا يمتنع عليه شيء يريده.
الزمخشريّ: {فَعَّال} خبر ابتداء محذوف.
وإنما قيل: {فَعَّال} لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.
وقال الفراء: هو رفع على التكرير والاستئناف؛ لأنه نكرة محضة.
وقال الطبريّ: رفع {فعال} وهي نكرة محضة على وجه الإتباع لإعراب {الغفور الودود}.
وعن أبي السّفر قال: دخل ناس من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه يعودونه فقالوا: ألا نأتيك بطبيب؟ قال: قد رآني! قالوا: فما قال لك؟ قال: قال: إني فعال لما أريد.
قوله تعالى: {هَلُ أَتَاكَ حديث الجنود} أي قد أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم؛ يؤنّسه بذلك ويسليه.
ثم بينهم فقال.
{فِرْعَوْنَ وثمود} وهما في موضع جر على البدل من {الجنود}.
المعنى: إنك قد عرفت ما فعل الله بهم حين كذبوا أنبياءه ورسله.
{بَلِ الذين كَفَرُواْ} أي من هؤلاء الذين لا يؤمنون بك.
{في تكذيب} لك؛ كدأب من قبلهم.
وإنما خص {فرعون وثمود}؛ لأن ثمود في بلاد العرب، وقصتهم عندهم مشهورة وإن كانوا من المتقدمين.
وأمر فرعون كان مشهوراً عند أهل الكتاب وغيرهم، وكان من المتأخرين في الهلاك؛ فدلّ بهما على أمثالهما في الهلاك.
والله أعلم.
قوله تعالى: {والله مِن وَرَآئِهِمْ محيط} أي يقدر على أن يُنْزل بهم ما أنزل بفرعون.
والمحاط به كالمحصور.
وقيل: أي والله عالم بهم فهو يجازيهم.
{بَلْ هُوَ قرآن مجيد} أي متناهٍ في الشرف والكرم والبركة، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من أحكام الدين والدنيا، لا كما زعم المشركون.
وقيل {مجيد}: أي غير مخلوق.
{فِي لَوْحٍ محفوظ} أي مكتوب في لوح.
وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين إليه.
وقيل: هو أمّ الكتاب؛ ومنه انتُسخ القرآن والكتب.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: اللوح من ياقوته حمراء، أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر مَلَك يقال له ما طِرْيون، كتابه نور، وقلمه نور، ينظر الله عزّ وجلّ فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة؛ ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء؛ يرفع وضيعا، ويضع رفيعاً، ويغنى فقيراً، ويفقر غنياً؛ يحيى ويميت، ويفعل ما يشاء؛ لا إله إلا هو.
وقال أنس بن مالك ومجاهد: إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى في جبهة إسرافيل.
وقال مقاتل: اللوح المحفوظ عن يمين العرش.
وقيل: اللوح المحفوظ الذي فيه أصناف الخلق والخليقة، وبيان أمورهم، وذكر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم، والأقضية النافذة فيهم، ومآل عواقب أمورهم؛ وهو أم الكتاب.
وقال ابن عباس: أوّل شيء كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ: إني أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسولي، مِن استسلم لقضائي، وصبر على بلائي، وشكر نعمائي، كتبته صدِّيقاً وبعثته مع الصدّيقين، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبِر على بلائي، ولم يشكر نعمائي، فليتخذ إلهاً سواي.
وكتب الحجاج إلى محمد ابن الحنفية رضي الله عنه يتوعده؛ فكتب إليه ابن الحنفية: بلغني أن لله تعالى في كل يوم ثلثمائة وستين نظرة في اللوح المحفوظ، يُعِز ويذلّ، ويبتلي ويُفْرح، ويفعل ما يريد؛ فلعل نظرة منها تشغلك بنفسك، فتشتغل بها ولا تتفرغ.
وقال بعض المفسرين: اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرأونه.
وقرأ ابن السَّمَيْقع وأبو حَيْوة {قرآن مجيد} على الإضافة؛ أي قرآن ربٍّ مجيد.
وقرأ نافع {في لوحٍ محفوظ} بالرفع نعتاً للقرآن؛ أي بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح.
الباقون (بالجر) نعتاً للوح.
والقراء متفقون على فتح اللام من {لوح} إلا ما روي عن يحيى بن يعمَر؛ فإنه قرآن {لُوحٍ} بضم اللام؛ أي إنه يلوح، وهو ذو نور وعلو وشرف.
قال الزمخشريّ: واللُّوح الهواء؛ يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح.
وفي الصحاح: لاح الشيء يلوح لَوْحاً أي لَمَحَ.
ولاحهُ السفر: غيره.
ولاح لوحاً ولواحاً: عطِش، والتاح مثله.
واللَّوح: الكتِف، وكل عظم عريض.
واللوح: الذي يكتب فيه.
واللُّوح (بالضم): الهواء بين السماء والأرض.
والحمد لله. اهـ.